الطباعة هي الرابط: جينيفر كولوكزيك حول الوضوح والتعاون والإبداع

5 دقائق
جينيفر كولوكزيك تبتسم وتقف أمام لافتة مكتوب عليها "فن تجاوز كل التوقعات"

من اللافت للنظر أن جينيفر كولوكزيك كانت متلهفة إلى الانخراط في العالم الخارجي وسوق العمل في سن صغيرة. حتى إن والدتها اضطرت إلى إقناعها بإنهاء سنتها الدراسية الأخيرة! ولكن عندما حان الوقت، بدأت على الفور بالبحث عن طرق للتعلم والعمل في الوقت ذاته. وكانت تريد ما تصفه بأنه "التطبيق العملي للمعرفة".

في عالم قد يكون محبطًا بسبب غموضه في بعض الأحيان، تجسد جينيفر الوضوح التام لتكون مثالاً للشخص الذي تريده ضمن فريقك. ولحسن الحظ، تشغل لدينا الآن منصب كبيرة مديري قسم التخطيط والتسويق والابتكار في أوروبا لإنتاج المطبوعات، وتتمتع بأكثر من عقدين من المعرفة المتخصصة العالية والتطبيق العملي التي اكتسبتهما من خلال دراسة التسويق الدولي في أثناء عملها بشركة Océ التي يطلق عليها الآن Canon Production Printing‏ (CPP)، ثم في عالم Canon الأوسع.

وعلى الرغم من أن العمل مع جهة العمل نفسها لفترة طويلة يبدو أمرًا غير معتاد بالنسبة إلى شخص يصف نفسه بأنه متعلم مدى الحياة، فإن حجم أعمالنا يعني أنها تمكنت من استكشاف فرصة جديدة تلو الأخرى". تشرح هذا الأمر قائلة: "كان يُفتح أمامي باب جديد كل بضع سنوات". "تعلمت أنه في الشركات العالمية مثل Océ، وبشكل أكبر في Canon، توجد فرص هائلة لتطوير نفسك". بالنسبة إلى جينيفر، كان هذا يعني أنها تمكنت من تحدي نفسها من خلال شَغل كثير من الأدوار المهنية في Océ بأوروبا قبل أن تواصل العمل مع Canon بالولايات المتحدة لعدة سنوات، ثم العودة إلى شركة CPP في هولندا عام 2021.

جينيفر شخصية مشهورة بدرجة كبيرة في مجال الطباعة، لكن تعود شهرتها هذه في الوقت الحاضر إلى مسيرتها المهنية المتميزة وليس إلى كونها امرأة. في الواقع، نرى أن قضية أعداد النساء في مجال الطباعة مسألة ثانوية مقارنة بقضية أكبر تواجه المجال: التوظيف. تقول جينيفر: "ندرك جميعًا أن القضية الكبرى تتلخص في النقص الحقيقي في المواهب الشابة". وبالنسبة إليها، يعتمد مستقبل المجال على تحقيق أكبر تنوع ممكن، ليس فقط من حيث النوع الاجتماعي أو العرق أو الهوية، لكن أيضًا عبر مجموعة متنوعة من المهارات والنهج، لضمان وجود قوة عاملة قوية ومرنة وقادرة على العمل على المدى الطويل.

ALICIACT_BODY

اجتمعت النساء من مجال صناعة الطباعة في drupa 2024 من أجل فعالية شبكة "Girls Who Print".

وعندما سُئلت عن كيفية إقناع الجيل القادم بالانخراط في مجال الطباعة، أضاء وجه جينيفر. من الواضح أنها فكرت كثيرًا في هذا الموضوع، ويتجلى حبها القوي لهذا المجال في إجاباتها. تقول: "أغمض عينيك وتخيل كيف سيكون العالم من دون الطباعة". "أنت في مطار. كيف ستعرف وجهتك؟ هل هذا الذي تشتريه معجون أسنان؟ أم شيء آخر؟ تذكر آخر مرة تلقيت فيها طردًا، وبعد فتح الصندوق البني الممل، وجدت المنتج مغلفًا في عبوته ما جعلك سعيدًا للغاية". "الطباعة هي الرابط بين الأشخاص والشركات. قد نكون نعيش في عالم يزداد رقمنة، ولكن في العالم الواقعي بعيدًا عن الإنترنت، يبدأ كل شيء أو ينتهي بمنتج مطبوع".

كما تؤكد أن ما يعتقده الناس عن المجال وماهيته الحقيقية في الواقع مختلفان تمامًا. "إنه مجال عالي التقنيات، حيث يعتمد كل شيء على البرامج ويستخدم تحليلات البيانات. ولكنه أيضًا مجال إقامة علاقات وإتاحة مساحات تسويقية، مليء بالتصميم الرائع والإبداع". لكن جينيفر تركز في عملها اليومي على التواصل. أي بين Canon وعملائنا. لأنها كما تقول: "الأمر ليس مقتصرًا على أننا نبيع شيئًا يشتريه شخص ما. بل هو أقرب إلى نهج الشراكة الذي نتبعه مع عملائنا في مجال الطباعة الإنتاجية". ويعني هذا أنه عندما تطرح جينيفر وفريقها منتجًا في السوق، فإن الأمر يتعلق بفهم ما يقدّره عملاؤنا بالضبط، والمشكلات التي يسعون إلى حلها، والتأكد من وجود الوضوح -الكلمة التي نكررها لنبرز أهميتها- في ما يسمعونه منا.

ينعكس هذا النهج التعاوني بدرجة كبيرة في الطريقة التي تعمل بها جينيفر مع فريقها، وكذلك مع مجال الطباعة الأوسع. تبتسم قائلة: "أنا الطفلة الوسطى، أي بين ثلاثة إخوة". "وأعتقد أنني ما زلت أحتاج إلى هذا الأمر بشدة. لأننا نصبح جميعًا أفضل إذا أنجزنا الأمور معًا كفريق. فهناك مقولة مفادها أنه إذا أردت الوصول سريعًا، فلتذهب وحدك، وإذا أردت قطع مسافة بعيدة، فلتصطحب الآخرين".

"الطباعة هي الرابط بين الأشخاص والشركات. قد نكون نعيش في عالم يزداد رقمنة، ولكن في العالم الواقعي بعيدًا عن الإنترنت، يبدأ كل شيء أو ينتهي بمنتج مطبوع".

والواقع أن هذه الروح هي التي قادت جينيفر بطبيعة الحال إلى الفتيات اللاتي يطبعن (GWP) – أكبر شبكة نسائية على مستوى العالم في مجال الطباعة والاتصالات البصرية. أُسِّست هذه الشبكة على يد ديبورا كورن، الرائدة في المجال، قبل خمسة عشر عامًا، وتضم حاليًا أكثر من 11000 عضو. وفي جناحنا في حدث drupa الأخير، نظمت شبكة "الفتيات اللاتي يطبعن" تجمعًا لأكثر من 75 امرأة. وتقول جينيفر عن هذا: "كان من الرائع بالنسبة إليَّ رؤية هذا العدد الكبير من النساء، بما في ذلك الشابات، في المجال ورؤية شغفهن بالطباعة". "وبما أنني كنت جزءًا نشطًا من شبكة "الفتيات اللاتي يطبعن" لبعض السنوات، أنا سعيدة حقًا بالانضمام إلى المجلس الاستشاري لها في أوروبا".

تمامًا كما توجد مسارات مهنية متعددة في مجال الطباعة، توفر شبكة "الفتيات اللاتي يطبعن" عددًا من الطرق لدعم النساء وربطهن، داعيةً مؤسسات الطباعة إلى تقدير إسهامات النساء في المجال والاحتفاء بها. وربما تكون هذه الشبكة هي المبادرة والحدث السنوي الأكثر شهرة عبر الإنترنت، ولكن يكمن خلفها شبكة من المرشدين والمتدربين والمنتديات والبودكاست واللقاءات، بل وحتى جائزة سنوية. تأمل جينيفر في دعم توسع شبكة "الفتيات اللاتي يطبعن" في أوروبا، وخلق "حيز آمن للنساء المحترفات في مجالنا لتبادل المعرفة". 

ولأن جينيفر تعشق عملها والطباعة بصدق، فإنها تؤدي دورها المتزايد على مستوى السفراء في المجال إلى الحد الذي لا تشعر وكأنه مجرد وظيفة. "أنا حقًا أحب عملي ولا أرى أن كثرة العمل شيء سلبي بالنسبة إليَّ". وأضافت قائلة: "مؤخرًا، ولأول مرة منذ 15 عامًا، أخذت إجازة دامت ثلاثة أسابيع". هل توقفتْ تمامًا عن العمل؟ "مارستُ بعض الرياضة ووجدت أيضًا دورة للرسم عبر الإنترنت ألهمتني، لذا أخذت ألواني وأضفت لمسة من الإبداع إلى الشاطئ". دائمًا تتعلم، ودائمًا تبحث عن طرق للشعور بالإلهام، وفي الوقت نفسه تلهم الكثيرين من حولها.

ذات صلة