إحداث تغيير عبر مجال التصوير الفوتوغرافي: حديث مع جون وامبوغو

4 دقائق
على اليمين، جون وامبوغو من مؤسسة MindMe International محاط بالأطفال الذين يستخدمون مكتبة Laibu Mtaani.

يتجاوز حب جون وامبوغو للتصوير الفوتوغرافي مجرد التقاط الصور وتصوير الأفلام. لكنه يستخدمه كوسيلة لتمويل التعليم، وتهيئة فرص العمل، وتغيير الحياة.

عندما وصل جون وامبوغو إلى مقاطعة بارينغو في كينيا لتصوير إحدى حملات التطعيم، شعر بالصدمة على الفور من الكارثة التي رآها.

حصل جون على شهادة الدراسات التجارية والاتصالات التنموية، بالإضافة إلى تخرجه في معهد السينما، وكان في كينيا مرافقًا لليونيسف لالتقاط الصور. لكن تغيرت حياته إلى الأبد بمجرد وصوله إلى بحيرة بارينغو، التي فاضت المياه على ضفافها وغمرت المنطقة، الأمر الذي جعل سكانها في حالة تامة من الاضطراب.

يتذكر قائلاً: "غرقت قرية ومدرسة بأكملها". "وكنت هناك ألتقط الصور وأحاول أن أجعل السكان يبتسمون في مثل هذه اللحظات العصيبة".

في الوقت نفسه، استلهم جون من القضايا التي تعمل عليها المنظمة التي كان يرافقها والفقر المدقع الذي أحاط به، ورأى فرصة لإحداث فرق ملموس هناك. لذلك بدأ رحلة إنسانية مذهلة في المنطقة امتدت طيلة عقد كامل.

يقول: "أخبرت نفسي على الفور أنني رأيت أسوأ وأفضل ما في العالم الإنساني من خلال الكاميرا".

إرساء الأسس مع برنامج Miraisha من Canon

كان أول عمل لجون هو إنشاء مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تمكين المجتمعات من أجل التنمية المستدامة، وأطلق عليها اسم MindMe International. وبعد ذلك، قدم طلبًا للالتحاق ببرنامج Miraisha من Canon وحصل على التدريب تحت إرشاد جاري نايت، سفير Canon.

يقول عن ذلك: "أحببت العلامة التجارية Canon منذ أن بدأت باستخدام الكاميرا، لذا كان برنامج Miraisha بمنزلة فرصة رائعة للتعلم بالنسبة إليَّ". "وبعد فترة وجيزة من بدء التدريب، وجدت نفسي أتقدم سريعًا حتى حصلت على دور المعلم وأصبحت مدربًا معتمدًا من Canon".

الكاميرا ليست مخصصة فقط لمجرد حملها. بل يجب أن تجسد شخصيتك وشعورك كإنسان".

جعله هذا التأهيل كمدرِّب يجوب كل أنحاء إفريقيا ودفعه إلى مشاركة ما تعلمه مع مدربي المستقبل الآخرين، حيث أُطلق البرنامج في بلد تلو الآخر. ويقول جون: "أدركت أنه يمكنني استخدام منصتي الجديدة للتحدث إلى الشباب حول أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وأهمية الانتباه لها، وضرورة تحمل المسؤولية عما يحدث داخل مجتمعاتهم باستخدام قوة الكاميرا".

"الكاميرا ليست مخصصة فقط لمجرد حملها. بل يجب أن تجسد شخصيتك وشعورك كإنسان. لأنه في النهاية، المشاعر – الحزن والفرح والإثارة – هي التي تتجمع في صورة واحدة وتكوِّن العنصر المرئي الذي يمكن التعبير عنه".

مبادرة Laibu Mtaani الجديدة في نيروبي

كان برنامج Miraisha خطوة حاسمة لجون ومسيرته المهنية، حيث مكنه من فتح متجر لبيع منتجات Canon واستخدام جزءًا من أرباحه لزيادة تمويل مؤسسة MindMe International.

لكن هذا كان مجرد بداية عمله في إفريقيا. إذ قادته رحلاته القارية إلى المستوطنات العشوائية في ماثاري بنيروبي، وهي منطقة يقطنها نحو نصف مليون شخص ويقدر عدد الأطفال فيها بنحو 70000.

ويقول: "أغلب هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة، ونتيجة لهذا يندفعون نحو الجريمة في سن مبكرة للغاية". "وبعد المدرسة، كنت أراهم كثيرًا وهم عائدون إلى منازلهم المكوّنة من غرفة واحدة وتسكنها أسرة مكوّنة من ستة أو سبعة أفراد بسرير واحد، ثم يجلسون على الأرض لأداء واجباتهم المدرسية".

كانوا يمتلكون حقًا الرغبة في التعليم، وشعر جون بقوة أن عليه مسؤولية تجاه هذا الأمر بصفته شخصًا استفاد بالفعل من التعليم.

"لذلك، بدأت بادخار 20% من دخلي الخاص منذ بدأت عملي، وأقدم هذه المدخرات إلى هذه المجتمعات. وما زلت أقوم بذلك حتى يومنا هذا".

بلغت نسبة 20% هذه 6000 دولار أمريكي اعتاد جون على إحضارها إلى ماثاري لإقامة أول مشروع من مبادرة "Laibu Mtaani"، أو المكتبة المجتمعية: وهي مكان يجتمع فيه الأطفال والطلاب المحليون حيث يجدون الكتب والأجهزة اللوحية والإنترنت.

قطعة أرض متربة بمبنى مهجور. وعلى اليسار سيدة تسير باتجاه حبل غسيل.

قبل: المكان الذي سيصبح المكتبة المجتمعية (Laibu Mtaani) في ماثاري.

شباب حول مبنى عليه لافتة "مكتبة مجتمعية" على الواجهة. ويقومون بأعمال البستنة ويوجد شخص على سطح المبنى.

بعد: تجمع المجتمع لدعم المشروع.

تطوير المنطقة للأجيال القادمة

يذكر جون التحديات الأولية التي واجهت مشروع المكتبة المجتمعية (Laibu Mtaani) وتشغيله. ويقول: "ماثاري مكان لا يحتوي على بنية تحتية للكهرباء ويضم مستويات عالية للغاية من الجريمة". "وفي الأحياء الفقيرة، عندما تصل الساعة 7 مساءً، يمكنك أن ترى الإضاءة، لكنها لا تمكّنك من رؤية أي شيء لأنها توصيلات غير قانونية".

وجد جون الحل في الألواح الشمسية، التي استطاع تركيبها بمساعدة مجموعة من الشباب الذين تعهدوا بإقامة المشروع. ويقول جون: "المجتمع هو من يمنح المشروع ماهيته". "كان هذا المكان من أخطر الأماكن في الأحياء الفقيرة، لذلك التقيت بمجموعة من الشباب الذين كانوا على استعداد للابتعاد عن الجريمة وقلت لهم "يمكنكم أن تصبحوا أشخاصًا ذوي شأن. ويمكنكم أن تكونوا مسؤولين عن الأطفال في مجتمعكم وتغيير هذا المكان بأكمله".

وبفضل إشرافهم منذ ذلك الحين، انخفضت معدلات الجريمة في المنطقة، الأمر الذي أتاح لأطفال ماثاري الوصول إلى المكتبة المجتمعية (Laibu Mtaani)، التي كانوا في أمسِّ الحاجة إليها، بعد المدرسة لأداء واجباتهم المدرسية. ونتيجة لهذا، حصل بعضهم على منح دراسية للمدارس الوطنية في البلد.

يشارك جون قائلاً: "تمكنَّا أيضًا من مساعدة بعض الفتيات في العودة إلى المدرسة بعد الانقطاع عن الدراسة بسبب الحمل في سن المراهقة". "واشترينا ألعابًا لأطفالهن، ما سمح للأمهات بالحضور والتركيز على كتبهن".

يجلس حوالي عشرة أشخاص على الكراسي وظهورهم للكاميرا في مواجهة معلم في مقدمة الغرفة. على جانبي المعلم، توجد لافتتان – واحدة لمؤسسة MindMe International والأخرى لشركة Canon.

تُعد المكتبة المجتمعية (Laibu Mtaani) مصدرًا للأطفال والشباب من كل الأعمار الذين يلجؤون إلى المكان للدراسة والتعلم.

صبي صغير يجلس على مكتب للقراءة. ويوجد أطفال آخرون خلفه يفعلون الشيء نفسه.

مؤسسات مثل Canon تزور المكتبة المجتمعية لتقديم تدريب على المهارات القيمة.

يمكنني التأكيد على أن كل شيء يبدأ بخطوة صغيرة تتمثل في الاهتمام بشخص آخر. وتصبح محاولة إجراء تغيير بسيط شيئًا كبيرًا".

في الآونة الأخيرة، بدأت المكتبة المجتمعية (Laibu Mtaani) بالترحيب بمؤسسات مثل Canon وورش عمل Miraisha، وهيَّأ هذا فرصًا جديدة لمساعدة الشباب في اكتساب مهارات جديدة والتدريب على التصوير الفوتوغرافي وتصوير مقاطع الفيديو وصناعة الأفلام والطباعة الاحترافية.

تمثل هذا المكتبة نموذجًا لتنمية المجتمع يرغب جون في تكراره في المجتمعات المهمشة عبر كل مقاطعات كينيا البالغ عددها 47. ويتطلع إلى تحقيق هذا الحلم باستخدام حاويات شحن معاد تصنيعها تعمل بالطاقة الشمسية، ولكنه يرغب أيضًا في التوسع خارج كينيا ليصل إلى نيجيريا وغانا وجنوب السودان والهند.

وعلى الرغم من أن جون لم يعد يعمل في متجر التصوير الخاص به، فإن رحلته مع Canon مستمرة. وهو الآن يقود فريق التصوير الاحترافي للعلامة التجارية في شرق إفريقيا، بينما يواظب على المساهمة في أعمال مؤسسة MindMe International التي أدت دورًا مهمًا بشكل خاص في إطعام المجتمعات خلال جائحة كوفيد 19.

ويقول: "هذه هي قوة الكاميرا بالنسبة إليَّ". "لستُ شخصًا بلغ الثمانين من عمره ورأى كل شيء، ولكن يمكنني التأكيد على أن كل شيء يبدأ بخطوة صغيرة تتمثل في الاهتمام بشخص آخر. وتصبح محاولة إجراء تغيير بسيط شيئًا كبيرًا".

Laibu Mtaani (Community Libraries) Story

أصبح جون ومؤسسة MindMe International ومشروع Laibu Mtaani محل تقدير لدى المنظمات والهيئات البارزة، بما في ذلك، WHDO، وجائزة أهداف التنمية المستدامة لخدمة المجتمع من الأمم المتحدة، وYouth، ودعاة النوايا الحسنة لأهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة. وكان جون أيضًا مرشحًا في قائمة القادة العالميين الشباب للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2021.

اكتشف كل شيء حول برنامج Miraisha من Canon

ذات صلة