"لا تأتي القوة من القدرة البدنية. بل تأتي من الإرادة التي لا تهزم".

وحسب قول مهاتما غاندي، إن القوة الغاشمة لا ترسم سوى جزء من الصورة عندما يتعلق الأمر بتحديد مدى قوة الشخص. والواقع أن هذه القوة تؤدي دورًا أصغر بكثير مما نعتقد.

ويتفق معه في هذا الرأي خوسيه رودريغيز، الذي قضى 20 عامًا في العمل كاختصاصي العلاج الطبيعي مع بعض أقوى الرياضيين بدنيًا على هذا الكوكب. عندما تنظر إلى ما هو أبعد من المظهر الخارجي، بما يتجاوز العضلات والعظام، يمكنك رؤية الشخصية التي يجسدونها من منظور مختلف تمامًا. ويذكر قائلاً: "يجب أن يتمتع اللاعبون بلياقة بدنية وذهنية، لأن هذا المزيج هو ما سيمنع الإصابات لفترة طويلة من الزمن".

كتبت هيلين كيلر ذات مرة: "التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز". "ولا شيء يمكن القيام به من دون أمل وثقة". وهذا يعكس الشعور الذي يشعر به خوسيه إزاء الدور الذي تؤديه العقلية والتفاؤل والثقة في عمله.

لقد عمل كاختصاصي علاج طبيعي للمنتخب البرتغالي منذ عام 2003 وكان مصاحبًا للفريق في بطولة كأس العالم للرجبي في عام 2007. ربما تغير الحال خلال العقدين الماضيين، لكن خوسيه يقول إن احترام العلاقة بين الجانب الجسدي والعاطفي كان دائمًا أمرًا جوهريًا.

ويذكر قائلاً: "لا يمكن للاعب أن ينزل أرض الملعب وهو يشعر بأنه ليس على ما يرام أو أنه غير مرتاح أو غير لائق بدنيًا". "إذ يجب جمع كل الجوانب معًا، حتى يكون اللاعب مرتاحًا إلى أقصى حد عند نزول الملعب ويتمكن من تقديم كل ما بوسعه. إذا نزل اللاعب الملعب وهو خائف من شيء، فقد يساعد ذلك في حدوث إصابة أخرى".

لقد شهد خوسيه مجموعة كاملة من الإصابات، بما في ذلك حوادث الكسور والتمزقات التي قد تنهي مسيرة اللاعب المهنية. ولكنه شهد أيضًا معجزات طفيفة. وفي حين يؤدي علم الوراثة والتكوين الجسدي دورهما، يقول خوسيه إن سلوك اللاعبين المصابين وقوتهم العقلية من الممكن أن يخلف تأثيرًا في تحديد النتائج كذلك.

كما هو الحال مع معظم الأشياء، هناك المزيد من التفاصيل حول الرجبي أكثر مما تعتقد. عندما تنظر إلى اللاعبين على أرض الملعب، ستجد العشرات من الأشخاص المتفانين لتحقيق هدف واحد: ألا وهو نجاح الفريق.

ويشكل خوسيه وزملاؤه جزءًا لا يتجزأ من العملية. إنه فخور بالعلاقات الفردية التي يقيمها مع اللاعبين لحمايتهم من الإصابة وتحسين أدائهم على أرض الملعب.

ويذكر قائلاً: "لا بد أن تكون العلاقة بين اختصاصيي العلاج الطبيعي واللاعبين في أفضل حالاتها". "إنه أشبه بما يحدث في صالون الحلاقة، عندما يكون اللاعب على قدر من الثقة في التحدث إلى اختصاصي العلاج الطبيعي، فهذا يساعد في فهم ما يدور بذهنه ومن ثمَّ يساعدنا في التعامل معه.

وأضاف قائلاً: "لذا، يجب أن يكون اختصاصي العلاج الطبيعي منفتحًا حتى يتمتع اللاعبون بالثقة ويتمكنوا من قول ما يفكرون فيه وما يشعرون به".

إن تشبيه "محل الحلاقة" هو تشبيه مناسب. ينشئ أسلوب خوسيه مساحة آمنة في غرفة العلاج، حيث يمكن للاعبين أن يكونوا صادقين ويشاركوا مخاوفهم العقلية والجسدية.
"غالبًا ما تُجرى هذه المحادثات في أثناء جلسات التدليك أو على طاولات العلاج". في أغلب الأحيان يحدث هذا عندما يكون اللاعب بمفرده مع اختصاصي العلاج الطبيعي. من المهم أن تكون منفتحًا ومحترمًا ومستمعًا جيدًا، لأنه في بعض الأحيان يذهب اللاعبون إلى المدربين قائلين "نحن بخير، لا داعي للقلق"، ولكن خلال محادثاتنا نفهم أنه ليس بخير لأنه يشعر بالتعب.
"هذه المحادثات سرية، وتُجرى بيننا فقط، وتساعدنا في كيفية التعامل مع اللاعبين، ومعرفة ما يحتاجون إليه".

ينبغي أن يكون الجميع قادرين على سرد قصصهم الخاصة، ولهذا السبب نمنح الفرصة لخوسيه وطاقم الفريق واللاعبين البرتغاليين لتصوير قصصهم بأسلوبهم الخاص.

هناك ساعات لا حصر لها من العمل لن تراها أبدًا وراء مساعدة اللاعبين في أن يصبحوا "أفضل نسخة من أنفسهم". يتحلى خوسيه واختصاصيو العلاج الطبيعي بالمثابرة، ولا يتسمون بالأنانية مطلقًا. بالنسبة إليهم، النتائج تستحق العناء، لأنها تساعد في خلق لحظات سحرية على أرض الملعب يُحتفى بها لسنوات قادمة.